نقص اليود … مرض الكوكب 

نقص اليود … مرض الكوكب

 د. بشـــار الأفندي

يعتبر نقص اليود من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الأذى الدماغي والتخلف العقلي في العالم. وتؤكد الجمعيات الطبية المختصة إمكانية التخلص من هذه الأمراض في المستقبل إذا تعاونت الدول على منع حدوث نقص اليود.

تعتمد الغدة الدرقية على اليود الموجود في الطعام لتصنيع هرموناتها. ويحتاج جسم الإنسان ما يعادل ١٥٠ مايكروغرام (مكغ) يومياً، وتزداد الحاجة اليومية لليود عند الأطفال والحوامل والمرضعات.

يوجد اليود في التربة وفي الماء، ويتواجد في المأكولات البحرية والمكسرات واللحوم والبيض والخبز ومشتقات الحليب.

نقص اليود

يصيب نقص اليود مئات الملايين من سكان العالم خاصة في البلاد البعيدة عن البحار أو البلاد التي تتعرض للفيضانات والسيول، وتلك التي لم تدعم ملح الطعام باليود. كما يحدث في البلاد التي تزود المواطنين بمياه ملوثة مما يمنع امتصاص اليود في الجسم أو يمنع دخوله إلى الغدة الدرقية.

يؤثر نقص اليود خاصة على الأطفال والحوامل، وعلى الذين يتبعون الحمية النباتية. من ناحية أخرى تؤثر بعض الأغذية سلباً على امتصاص اليود وعمله ومنها الملفوف والزهرة والفجل فتسبب نقصاً نسبياً في اليود في حال تناولها بشكل كثير.

يسبب نقص اليود المزمن حدوث نقص هرمون الغدة الدرقية النسبي وبالتالي تضخمها للتعويض، ثم قصورها. يؤدي نقص اليود عند الأطفال إلى نقص إمكانيات التعلم ومستويات الذكاء. أما نقص اليود عند الحوامل فيسبب حدوث الاجهاضات وكذلك عدم تطور الدماغ عند الجنين وبالتالي حدوث التخلف العقلي غير القابل للإصلاح بعد الولادة. وفي الحالات الأقل شدة يصاب المواليد باضطرابات السمع وتأخر التطور الروحي الحركي.

تنصح منظمة الصحة العالمية مواطني الدول التي لا يتوفر فيها الملح المدعم باليود بضرورة تناول اليود عن طريق البدائل كالحبوب أو الشراب، وتنصح المنظمة النساء بتناول ما يعادل

  • ٢٥٠ مكغ يومياً للحامل أو المرضع
  • ١٥٠ مكغ يومياً للنساء في سن الحمل
  • ٩٠ مكغ يومياً للأطفال من ٧ أشهر حتى سنتين.

بالمقابل، قد يسبب تناول اليود بكميات تزيد عن ١٠٠٠ مايكرو غرام يومياً مرض التسمم باليود، ويحدث ذلك عادة بسبب تناول المكملات الغذائية بجرعات عالية، وكذلك الأدوية التي تحتوي على اليود بكميات كبيرة جداً، وعلى سبيل المثال فإن حبة ٢٠٠ ملغ من دواء تنظيم القلب (أميودارون) تحتوي على ٧٥ ملغ من اليود، وهذا أكثر بمئات المرات من حاجة الجسم اليومية. وقد تسبب هذه الزيادة حدوث ضعف الغدة أو زيادة نشاطها ولذلك وجبت مراقبة تحاليل الغدة عند هؤلاء المرضى.

أخيراً، وجب التنبيه إلى الملح الصخري والبحري لا يحتويان على كميات كافية من اليود. وأن ملعقة ملح الطعام المدعم باليود تحتوي على ٥.٦٩ غ من الملح، ويحتوي كل ١ غ من الملح على ٤٥ مكغ من اليود. أي أن ملعقة واحدة يومياً من الملح المدعم باليود كافية لتفادي كل الأخطار.

المراجع

https://www.who.int/elena/titles/guidance_summaries/iodine_pregnancy/en/#:~:text=The%20most%20vulnerable%20groups%2C%20pregnant,iodization%20programme%20is%20scaled%20up.https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK285556/http://www.who.int/reproductive-health/docs/iodine_deficiency.pdfhttps://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3074887/
Bernal J, Nunez J. Thyroid hormone action and brain development. Trends Endocrinol Metab. 2000;133:390–398
https://ods.od.nih.gov/factsheets/Iodine-HealthProfessional/#:~:text=Consumption%20of%20foods%20that%20contain,cauliflower%2C%20and%20other%20cruciferous%20vegetables.
2021-07-08T13:59:37+00:00
Go to Top