الأضرار الخفية لارتفاع حمض اليوريك

الأضرار الخفية لارتفاع حمض اليوريك

د. بشـــار الأفنـدي

الخلاصة

يؤثر ارتفاع حمض اليوريك Uric Acid على 10-20% من كل البشر، لذلك يجب أن تشمل الفحوصات الطبية فحص مستواه بشكل دوري، خاصة عند الأفراد المستعدين للإصابة، وذلك للتمكن من تشخيص المرض باكراً، وتوفير فرص للتدخل السريع بهدف منع حدوث الأمراض والاختلاطات المحتملة.

التوصيات

  • ينبغي التعامل بجدية مع زيادة حمض البول في الدم، حتى الذين لا يعانون من الأعراض أو الأمراض.
  • يجب مراجعة الأدوية، وتعديل الأدوية (المسببة) في حال وجودها.
  • يجب علاج المريض بشكل شامل، وعدم التركيز على مستوى حمض اليوريك فقط.
  • يجب على المرضى تغيير نمط الحياة والحفاظ على وزن صحي مثالي.
  • يجب اتباع نظام غذائي متوازن مع تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالبيورينات.
  • يجب الحد الكبير من تناول الكحول (خاصة البيرة).
  • ننصح بشرب المياه بوفرة.
  • تساعد بعض الأطعمة على تخفيف نسبة حمض اليوريك (مثل: الموز، التفاح، الكرز، القهوة والشاي).
  • عند اللزوم، ننصح باستعمال العلاجات الدوائية التي تساعد على تقليل إنتاج حمض اليوريك أو زيادة إفرازه من الكلية، وذلك تحت الرقابة الطبية الدورية..

الموضوع

يُصنّع حمض البول (اليوريك أسيد) في الجسم نتيجة هضم مركبات (البورينات) العضوية الموجودة في الأطعمة (الحيوانية)، وكذلك إثر تحلل الحمض النووي من الخلايا المتجددة أو الميتة في الجسم. تتم المحافظة على التوازن الديناميكي الدقيق في نسبة حمض اليوريك بتنسيق كبير بين الكبد والكلى والأمعاء. يتم التخلص اليومي من معظم حمض اليوريك الفائض عن طريق الكلى بعد تحويله لمادة أكثر قابلية للذوبان.

يظن الكثيرون (خطأً) بأن حمض اليوريك هو مجرد ناتج استقلابي ضار للجسم، ويربطون بين ارتفاعه وحدوث الأمراض المختلفة، ولكن الأبحاث الجديدة بدأت تكشف عن وظائف حيوية لهذا المركب تشمل: مضاد للأكسدة، المساعدة على الترميم، التخلص من الأكسجين الحر الضار، تعزيز المناعة، مقاومة الطفيليات، الدفاع ضد الأمراض العصبية وأمراض المناعة الذاتية (وهذا موضوع آخر).

يعاني 10-20% من كل البشر من زيادة انتاج حمض اليوريك أو صعوبة التخلص منه، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الجسم. تساهم الأسباب التالية في ارتفاع حمض البول: الوراثة، التقدم في العمر، الأغذية الغنية باللحوم الحمراء أو العضوية، المأكولات البحرية، المشروبات السكرية، زيادة الوزن أو السمنة، استهلاك الكحول، قصور الغدة الدرقية، أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الكلى، السرطانات، بعض الأدوية مثل مدرات البول والأسبرين وأدوية العلاج الكيميائي.

يعتبر ارتفاع حمض اليوريك من العلامات المهمة على حدوث الإصابات القلبية والوعائية مثل السمنة، متلازمة التمثيل الغذائي، مقاومة الأنسولين، ارتفاع السكر والكوليسترول، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكلية، أمراض شرايين القلب، فشل القلب والسكتة الدماغية، مع الاعتراف بأن الارتباطات المذكورة لا تؤكد وجود علاقة سببية، رغم أن الآليات المحتملة لهذه الارتباطات متعددة وموضوعية.

بشكل عام، لا يشتكي معظم المصابين بزيادة حمض اليوريك من وجود أية أعراض. فيما تؤدي الزيادة إلى حدوث مرض النقرس عند 1-20% من المصابين، الحصيات الكلوية عند 5-30% وقصور الكلية المزمن عند 10-40%. يجب التأكيد أنه ليس كل شخص مصاب بزيادة حمض اليوريك في الدم سيصاب بالنقرس أو الحصيات الكلوية، وأن بعض المرضى المستعدين قد يعانون من هذه الأمراض حتى مع مستويات طبيعية، وأن هذه الأمراض قد تتواجد بشكل فردي أو مجتمعة.

2023-05-22T14:01:57+00:00
Go to Top